حميد شباط يبكي على أطلال امبراطورية شيدت فوق الرمال

المحرر الرباط

 

في وقت باتت فيه مسألة “كردعة” حميدة شباط من فوق هرم السلطة بحزب الاستقلال، وشيكة جدا، يبدو أن هذا الاخير لم يتقبل بعد الامر الواقع، ولايزال يأمل في كسب تعاطف جماهيري قد يساند خرجات محتملة لهذا الرجل، تمكاما كما سبق و أن فعل عقب مغادرته طواعية حكومة عبد الاله بنكيران، مع تساؤلات مشروعة، تتمحور حول ما اذا كان شباط سيتهم خلفه بالشؤم و سيلصق فيه أي كارثة تقع في العالم، أم أنه يمهد لمعارضة من نوع اخر، على أقل من اجل حفظ ماء الوجه.

 

حميد شباط الذي فقد السواد الاعظم من شعبيته المفقودة أصلا، لعدة اسباب، لعل اهمها خرجاته الاعلامية في وقت سابق ضد عبد الاله بنكيران، ثم تداول مبلغ ضخم من طرف وسائل الاعلام قيل انه عنوان لثروة عائلته، أحضر بدوره “البوكية” و امتطى أمواج الحراك في الحسيمة، معتقدا أنه بذلك ينتقم من المؤسسات الامنية التي منعته من تنظيم لقاء نقابي، في اطار مهامها التكميلية للقرارات القضائية.

 

و على عكس ما يعتقده الكثير ممن اكلوا من “الكصعة” في حقبة شباط، فان ايام هذا الرجل باتت معدودة، ان لم نقل انها قد انتهت، في وقت اصبح فيه يشكل أمينا عاما للاستقلاليين بشكل اعتباطي، و ذلك بعدما انقلب عليه كهنة المعبد الاستقلالي بقيادة القطب المالي للحزب “حمدي ولد الرشيد”، و بعدما فشلت كل المحاولات لايجاد حل توافقي يخرج شباط من دائرة القرار بكرامة، و هو ما انتهى به في موقف لا يحسد عليه، خصوصا و أن المتتبع يراه كالكهل الذي يتابعه ابناؤه في المحكمة بالحجر.

 

قرارات انفرادية، تصريحات غير محسوبة العواقب، و خرجات بهلوانية لا تليق بقائد اعرق حزب في المغرب، جعلت معظم الاستقلاليين يندمون على اليوم الذي التحق فيه شباط بحزبهم، و تأكدوا من أن عيد ميلاد غلطة العمر، سيتكرر في كل سنة تزامنا مع التاريخ الذي انتخب فيه هذا الرجل امينا عاما للاستقلال، و جعل من هذا الحزب الذي لم يخرج في يوم من الايام، من جبة الدولة، ابنا عاقا يصارع لاشيء من اجل لا شيء، في وقت لاتزال قضايا أفراد أسرته تزكم الانوف في المحاكم.

 

و في انتظار أن نشهد على نهاية رجل اغتر بمنصب زائل و اعتقد أنه وصل الى سابع سماء، فبدأ في تحطيم الصخرة التي كان يقف فوقها، لا شك ان حميد شباط سيواصل البكاء على امبراطورية شيدها فوق رمال البحر، فجلس بجانبها يتخيل الحكم و الدوام.

زر الذهاب إلى الأعلى