العدل و الاحسان تلعب اخر أوراقها قبل الانتحار

المحرر من الرباط

 

ان المتابع لمسيرة اليوم، و ما تخللها من تناقضات في الشعارات و في التركيبة الايديولوجية للمحتجين، سيكتشف حتما أن هناك خلل ساهم بشكل كبير في عدم نجاحها، و في مجموعة من الاحداث التي أعادة احتجاجات “20 فبراير” الى الواجهة، و كيف أن نرجسية عدد من الجهات التي حاولت الركوب على الاحداث قد قتلت النضال في مهده، بعدما تحولت الحركة الى حلبة لاستعراض العضلات يدعي كل تيار فيها الزعامة و البطولة.

 

مسيرة اليوم، لم تختلف كثيرا عن المسيرات التي نظمت ابان الربيع العربي، خصوصا في شقها المتعلق بظهور جماعة محمد العبادي، و سقوطها فجأة بالمظلة فوق رؤوس المحتجين، الذين فطنوا أن هذه الجماعة ظلت على أهبة الاستعداد في انتظار هذه اللحظة، من اجل الخروج للركوب على الاحداث، و بدل ما في وسعها بغية افشال الحوار و الحلول السلمية.

 

العدل و الاحسان التي ظلت في جحرها منذ وفاة محسن فكري، اختارت التوقيت المناسب للخروج، و فضلت الوقوف الى جانب العدمي، و الاسلامي و المواطن و السياسي، حتى يتسنى لها ادعاء الزعامة، و حتى يتمكن المكلفون باعلامها، من القول أن المسيرة اليوم قد نجحت بفضل مشاركة العدلاويين، في منظر فطن به المشاركون في المسيرة، قبل أن يجعلوا من شكلهم الاحتجاجي مهزلة لم يسبقهم لها أحد.

 

رجال العدل و الاحسان، و كعادتهم، سارعوا الى الزعامة في مقدمة المسيرة، و تعمدوا الظهور في المقدمة، حتى يتمكن الاعلام من التقاط صور يتم ترويجها فيما بعد لصالحهم، غير أن هذه المرة لم تسلم الجرة، فكان لباقي الفعاليات المشاركة في المسيرة كلمة اخرى، انتهت بصراعات و تطاحنات حول الزعامة، أماطت اللثام عن حقيقة النضال الذي يتم الترويج له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، و فضحت الاهداف الحقيقية من وراء مشاركة العدلاويين في هذه المسيرة.

 

من جهة اخرى، أكدت مصادرنا على أن مسيرة اليوم، قد تفرقت الى مجموعات كانت كل واحدة منها تردد شعاراتها الخاصة، و بينما كان الملحدون يرددون الشعارات على طريقتهم، ظل الاسلاميون يهتفون في وادي اخر، و هكدا دواليك، ما تسبب في فوضى عارمة حالت دون وصول الرسالة التي اعتزم منظمو المسيرة ايصالها، و تسببت في فوضى عارمة، كشفت النقاب عن الصراع حول الزعامة بين الفصائل المشاركة و على رأسها العدل و الاحسان.

 

عدد من المغاربة الذين عاينوا مسيرة اليوم، ان لم نقل مهزلة اليوم، تساءلوا عن الاسباب التي حالت دون رفع الاعلام الوطنية، كما جرت به العادة في مثل هذه الاحداث، قبل أن يجدوا الجواب في الشعارات التي تم ترديدها، و التي تبين انها مست بمصداقية مؤسسات الدولة، و بمقدسات المغاربة، في منظر مقزز، كان فيه الاسلامي يقف جنبا الى جنب مع من يضع في جيبه علبة سجائر و يشرب الماء في عز نهار الشهر المبارك.

 

و ان كانت هناك رسائل يجب أن نستخلصها من مسيرة اليوم، فان اهمها هو أن جماعة العدل و الاحسان، و منذ انسحابها الغير مفهوم من حركة عشرين فبراير، تعيش على وقع الفراغ، ما تسبب في فقدانها للمصداقية، و استبعادها عن وسائل الاعلام، الشيء الذي دفع بقادتها الى التفكير في اعادتها الى الساحة و لو عبر النافذة، و هاهي اليوم تحاول دون جدوى الركوب على حراك الريف، لعلها تتمكن من ممارسة الزعامة التي يحلم بها العبادي ولو على الملحدين من “اكلي رمضان”.

زر الذهاب إلى الأعلى