شعارات السلمية بالريف: المحتجون رددوها و رجال الامن طبقوها

المحرر الرباط

 

لاتزال الاحتجاجات التي تعيشها منطقة الريف المغربي متواصلة منذ أزيد من سبعة أشهر، عاشت خلالها المنطقة على وقع سيناريوهات من سياسة شد الحبل بين المواطن و رجال الامن من جهة، و بين المتظاهرين فيما بينهم من جهة أخرى، و ذلك بعدما كثرت الجهات التي حاولت الركوب على هذا الحراك، و تزايدت أطماع الخصوم في تحوير مضمونه و جر المظاهرات نحو العنف و استعماله ضد قوات المحافظة على النظام التي احتفظت ببرودة الاعصاب، و ظلت ترد الهجمات التي لطالما صدرت عن المتظاهرين في كل من الحسيمة و امزورن، دون أن تستعمل العنف نظير ذلك أو أن تتلقى أوامر باستعماله في حق المواطن الذي تعدى الخطوط الحمراء في أكثر من مناسبة منذ وفاة محسن فكري عقب القائه بنفسه في شاحنة لطحن الازبال.

 

قوات الامن أظهرت للرأي العام الوطني و الدولي، الاحترافية في التدخلات الهادفة الى المحافظة على ممتلكات الدولة و الخواص، و استطاعت أن تتفادى حمامات دم حاولت أكثر من جهة خارجية جرها اليها، من خلال تسخير بعض العناصر المزروعة داخل المتظاهرين لجر الحراك السلمي نحو استعمال العنف، و استفزاز القوات العمومية، حتى تتحول منطقة الريف الى شاوية الجزائر حيث يسقط المواطن الذريء برصاص قوات الامن بلا رحمة ولا شفقة، و هو الشيء الذي لم يحدث في المغرب، بفضل الحكمة الامنية التي تم من خلالها تدبير الحراك، و اداء رجال الامن لمهامهم بكل نكران للذات، و بعيدا عن الانزلاقات التي قد تحدث نتيجة التحرش بقوات الامن في أي دولة من دول العالم.

 

المعطيات المتوفرة، تؤكد على أن السواد الاعظم من الاشخاص الذين تم استقبالهم في المستشفيات، منذ وفاة سماك الحسيمة، ينتمون لقوات المحافظة على النظام، حيث تداولت عدد من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، صورا تظهر حجم الاضرار التي لحقت بالملك العمومي و سيارات الدولة، بالاضافة الى الصور التي تم التقاطها لرجال الامن و القوات المساعدة، الذين أصيبوا في بحجر المتظاهرين، خلال مسيرات كان المشاركون فيها يرددون شعارات السلمية، في نفس الوقت الذي كانوا فيه يرمون رجال الامن بالحجارة، و لعل الاشرطة المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي أكبر دليل على زيف شعارات السلمية التي لطالما رفعت في أغلب الاحتجاجات الريفية.

 

من جهة أخرى، فان واقع الحال، يؤكد على أن المسؤولين الامنيين قد نجحوا فعلا في تدبير هذه المرحلة العصيبة التي عاشها الريف المغربي، و تمكنوا من السيطرة على الاحداث بكل اخلاص و ذكاء، و دون أن أي انزلاق يسجل من طرف قوات الامن، خصوصا عندما نعلم بأن هذه المنطقة قد عاشت منذ مارس الماضي، على وقع 320 مظاهرة احتجاجية، شارك فيها ما يزيد عن 68 ألف مواطن، ولازالت الاوضاع تحت تحت سيطرة القوات العمومية، رغم العدد الكبير من المصابين في صفوفها، حيث أن احترام عناصر الامن للقانون في تدخلاتهم، و سعيهم دائما الى الخروج من المظاهرات بأقل الاضرار، شجع بعض المتظاهرين على التمادي في استعمال العنف اتجاه هؤلاء.

 

و رغم أن عددا من المظاهرات التي عاشتها منطقة الريف منذ وفاة سماك الحسيمة، محسن فكري، قد تطورت نحو الاسوأ، و تخللتها محاولات بعض المتظاهرين مهاجمة رجال الامن و تعريض حياتهم للخطر، الا أن الطريقة التي تم من خلالها تدبير الشأن الامني خلال هذه الحقبة العصيبة، قد مكنت القوات العمومية من الخروج مرفوعة الراس أمام الرأي العام الوطني و الدولي، بعدما استطاعت تمالك نفسها و التضحية في سبيل الوطن و حتى لا يتحقق ما كان الاعداء بمختلف مشاربهم يهدفون اليه، فكانت لشعارات السلمية في الريف طعما خاصا، بعدما رددها المحتجون و طبقها رجال الامن.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى