هل ستمر قضية أزبال الحيطي مرور الكرام على المغاربة

عادل قرموطي

 

لاتزال أبعاد قضية الازبال الايطالية التي تفكر وزارة الحيطي في احرقها و ارغام المغاربة على استنشاق هوائها مستمرة، على صفحات موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، في وقت يظهر فيه أن معالي الوزيرة و من معها، يسارعون الوقت من أجل طمس معالم هذه القضية، و جعل الراي العام يتناساها، مثلما تناسى عددا من القضايا التي لو أنها وقعت في بلد يتوفر على رأي عام واعي و مثقف، لقامت الدنيا و لم تقعد، و قد بدى جليا الورطة التي وضعت الحيطي نفسها فيها، من خلال الاشهارات التي تم توزيعها على عدد من وسائل الاعلام، بغية جعلها تبلع ألسنتها و تنشر أخبار “شاهد قبل الحذف”، على أمل الهاء الراي العام.

 

و كي نضع امام الرأي العام مثلا للشعوب التي تحترم أرضها و تعشق التراب الذي تنتمي اليه، لا بأس أن نعود بالذاكرة شيئا ما الى الوراء، و أن نتذكر قضية الجزيرتين التي قرر الرئيس المصري منحهما للمملكة العربية السعودية، و كيف أن الشعب المصري استطاع أن يقف في وجه اعلى سلطة في وطنه، و أن يجبر القضاء المصري على منع تفويت أراضي للسعودية، من المفروض أنها مصرية، في وقت و حفاظا على ماء الوجه تقدمت الحكومة المصرية بطعن في الحكم الابتدائي، لا شك أنها ستخسره كما خسرت سابقه لأن الشعب لن يتركها تعيش في سلام.

 

و حتى و ان كان بمقدور وزارة الحيطي أن تجعل من هذه الازبال المستوردة من بلاد يطلق عليها اسم “موطن المافيا”، و تعتبر من بين أكثر البلدان الاروبية فسادا، خبزا صالحا للأكل، فمن العيب و العار أن يتم استيرادها بموجب عقود تؤكد على أنها أزبال، في وقت نعلم جميعنا، أن المغرب يتوفر على ما يكفيه من المزابل و الازبال، بما فيها تلك التي لها علاقة بالسياسة، و التي من شأنها أن تغرق الاتحاد الاروبي بأكمله، و يكفي أن يلقي المرؤ نظرة على “زبالة ميريكان” حتى يتأكد له أن الوزيرة المحترمة كان من الأجدر أن تفكر في تصدير القمامة التي يغطي دخانها سماء اقليم مديونة بأكمله،ـ عوض عقد صفقات مع حكومة لا تزال لعنة بيرلوسكني تطاردها الى يومنا هذا، ناهيك عن المافيات و الفساد الذي يزكم الانوف فيها.

 

جزؤ المغاربة اليوم، و حسب الاحداث و الوقائع التي تعاقبت، دون أن يؤثر عليهم ذلك في شيء، و كأنهم دمى تعمل بالبطاريات، يتوقفون عن الحركة فور انتهاء الشحن، أصبحوا مطالبين اكثر من اي وقت مضى بفرض ذواتهم، و جعل من يعتقدون أنفسهم اصحاب القرار، من امثال الحيطي، يفكرون اكثر من الف مرة قبل اتخاد قرارات من قبيل استيراد أزبال ايطالية، لأنه و بكل بساطة، لن يعيش و لن يدوم فوق هذه الارض التي ستحرق فيها تلك الازبال سوى الطبقة التي تلتزم اليوم بالصمت، أما الحيطي و وزيرة زوج فرنك و من معهما، فان الشقق في فرنسا لا تكلف عشر المبلغ المتفق عليه مع ايطاليا نظير بيع زبالتها للحكومة المغربية.

زر الذهاب إلى الأعلى