رائدات..ثريا الشاوي…أول ربانة طائرة مغربية اغتيلت في 19 من عمرها

المحرر ـ عبد الرحيم زياد

تعتبر “ثريا الشاوي” أول امرأة مغربية تقود طائرة في وقت كانت النساء اللواتي يقدن الطائرات في العالم نادرات، و تعد من أبرز الأسماء النسائية التي ظهرت في عهد ما بعد استقلال المغرب، وكان مسارها المميز مصدر إلهام لأخريات على الرغم من نهايته المأساوية.

 ثريا الشاوي رأت النور أول مرة،  في يوم  14 من دجنبر 1937 بالقلاقليين بمدينة فاس، وعاشت في وسط أسري وفر لها كل ما تتمناه وتحتاجه أي فتاة لتنجح في حياتها وتحقق ذاتها.

وتحصّلت ثريا على شهادة الطيران وكانت الأولى التي تحقّق هذا الإنجاز في المغرب، ثم اجتازت امتحان الطيران بمدرسة « تيط مليل » بالدار البيضاء، فتوالت عليها رسائل التهاني من شخصيات بارزة حينها كمحمد بن عبد الكريم الخطابي وعلال الفاسي وأول ربانة طائرة فرنسية « جاكلين أريول »، وملكي تونس وليبيا، ليستقبلها ووالدها عبد الواحد الشاوي الملك محمد الخامس بالقصر الملكي بالرباط ويقدم لها باقة ورود، مخاطبا والدها: « هكذا أحب أن يكون الآباء ».

وتعرضت ثريا لأربع محاولات اغتيال فاشلة استقصدتها كمغربية ناجحة، ولكن المحاولة الخامسة مع الأسف كانت ناجحة فقد تم اغتيالها في 1 مارس 1956 أمام ناظر أخيها صلاح الشاوي الذي لم يكن يتجاوز سنه 11 آنذاك.

ووصف صلاح تلك اللحظات المريرة في لقاء له مع القناة الأولى بكونها لا تنتسى، فقد تزامنت ليلة التحضيرات للاحتفال بالإستقلال مع احتفال أقيم في مؤسسة لالة أمينة للفتيات والتي كانت تترأسها آنذاك ثريا، وألقت فيه خطابا على الفتيات، وعند عودتها رفقة أخيها من الحفل في سيارة الأسرة، قام أحدهم بإطلاق النار عليها من الخلف فاخترقت الرصاصة رأسها وتوفيت في الحين.

ثريا الشاوي

كانت جنازة ثريا آنذاك أول جنازة سياسية كبرى يعيشها المغرب منذ استقلاله، حيث شُيِّعت في الـ 2 من مارس 1956 دون أن تشهد لحظة الإعلان رسميا عن استقلال المغرب.

حضر الموكب الجنائزي لثريا الشاوي أزيد من 60 ألف نسمة من المغاربة الذين اعتبروها « بطلة » بعد أن ساهمت بفضل اجتهادها ومثابرتها في الرفع من مكانة المرأة المغربية، وكعربون شكر وفخر، عمد المغاربة طيلة عقد من الزمن على إطلاق اسمها « ثريا » على بناتهم تيمّنا بها.

  • المصادر:
  • جريدة المساء
  • برنامج “في الذاكرة” القناة الاولى
  • موقع سلطانة

زر الذهاب إلى الأعلى