بلوكاج

قد يأتي في بعض الحالات وتطرح على نفسك سؤال و تتقمص شخصية الإنسان الصريح مع ذاته، و تجيب بأنك تفعل ما يفعله رجل الكهف، يتغوط و ينسى أحداث معالم مسرحية التبرز، و بخطوة إلى الوراء يضع خاتما تعريفيا بقدمه اليمنى و لا يستطيع مسح أثار بطاقة هويته المدونة ،و التي لن تزول ولن يقدر على محوها وستلصق به عار “دارها وزطم عليها”،لأن مقياس قدمك قد سجل عنوانك على ما تبرزته في الخلاء؛
وبعد غروب الشمس و شروقها في صبيحة اليوم الموالي تدخل مقهاكم الوحيدة لتجد جالسيه المعدودين على رؤوس الأصابع يتنكرون بطريقة سليمة لتحيتك،ويوهمك “الكارسون” بانشغاله لتعزف عن منادته، وتكتفي بتعداد قدر الاتهامات الموجهة لك في نفوس تضمر لك حقدا دفينا ينسيك علاقتك بهم لحظات الطفولة التي مرت كلها بين أقدام البعير و رائحة روث ما نتقى و توسخ من الدواب،كرههم يضعك في حيرة عن طبيعة الخيانة التي أقدمت عليها و التي لن تستطيع تحديدها هل بهتك عرض أحد في غفلته أم بقطع مصدر ماله من ورائه، أم أكل مال مجهوده ،أم أنهم كلهم تحت توصية شيخ القبيلة الذي يعلم باختلاسك من جميع الحقول التي اشتغلت بها ،و سرقتها بالقدر الغير موصى به.
جميع المساحات الخضراء التي وطأتها أقدامك غابت عنها الألوان، ذبلت زهورها و جفت أغصانها، وقلت ثرواتها،غاب الطقس المبتسم عنها و اكتأبت أجوائها،بداية من التعليم الذي أصبح تَجْهِيلْ،و أخر عوض أن يقدم،و الصحة التي أصبحت تقتل أكثر مما تحيي أو تطيل العمر،و أضحت الأمطار سلاح خانق أكثر مما هي ثروات طبيعية،و باتت الثلوج سم قاتل أكثر مما هي منظر جميل،فكهف –حزب-النذالة و التعمية انطفئ مصباحه، فعلا وصل الى الحد المسدود من النفق،رغم تأبطه للحمامة و تزويده علبة البنزين للجرار و اعتماد الميزان لإيتاء القسمة بالعدل،فقد أفحمت صخرة الواقع على مخرجه،الآن بدون منفذ كوطواط أفزعه وميض الكاميرات التي تترقب عدساتها كل خطواته، أو كتمساح أحكم غلق فمه بإحكام،لن تخول له العصابة فتح فمه لتبوء شعبويته على من عاش حنظل ولايته الأولى،لن يخرجك العفريت من مأزق هذا حتى و لو اعتمدت جميع الآيات القرآن الكريم،التي استلهمت أبناء الشعب ليحلموا بالتغيير الذي طال فقط حجم بطنك و طول لحيتك،شعاراتك و وعودك العادلة و التنموية لم يراه المواطنون و المواطنات سوى تعسف عن الحق و تنمية إلى الوراء في وطن يناديك للانزياح،خاتمتك ظهرت في حوكمتك “القوية” التي أخدت المغاربة و المغربيات في سفينة بدون أشرعة، خالية من المجاديف إلى وسط المحيط يأخدون من يملكون قوارب النجاة و من لا يملكون سيتركون في مصير يقود إلى الخلاء.
Almoharir

 

زر الذهاب إلى الأعلى