عندما كانت للرياضة المغربية أمجاد

المحرر الرباط

 

نستحضر ألقاب المملكة المغربية في جميع الرياضات، و نحن في أمس الحاجة الى منتخب وطني، يعيد الامجاد للوطن، و يدخل الفرحة في قلوب المغاربة، كما نفتقد اياما خلت، كان الرياضي رمزا وطنيا، يفتخر به المغاربة، و يضعونه فوق رؤوسهم، متسائلين عن السبب الذي جعلنا نتأخر في المحافل الدولية، حيث يعود رياضيونا الى أرض الوطن في الادوار التمهيدية.

 

انقرضت البساطة في اوساط الرياضيين المغاربة، كما اختفت الوطنية من قلوب السؤولين عن الرياضات، حتى اضحت الساحة الرياضية بمختلف تلاوينها، مرتعا للتلاعب بأموال الجامعات، و مضرب مثل في تهعميش الابطال، و تصفية الحسابات الشخصية بين المسؤولين و الابطال، الذين انقرضوا كما انقرضت الدينصورات قبلهم.

 

ليست كرة القدم المغربية، الرياضة الوحيدة المصابة بالسكتة القلبية في بلادنا، فمختلف الرياضات، بما فيها العاب القوى التي لطالما تفوقنا فيها، تحتاج الى اعادة ضخ دماء جديدة، و مراقبة و تتبع للتسيير الغائب في أرض الميدان، و الحاضر فقط على القنوات التلفزية، و المواقع الاخبارية الرياضية.

 

و منذ أن اصبحت الرياضة مصدرا للدعم و للرزق الوفير، تحولت الى مرتع للمرتزقة، و الباحثين عن المال باي طريقة كانت، و اصبحت المصلحة العامة فيها اخر شيء يفكر فيه المسؤولون عنها، حتى أضحت الالقاب التي حققها سعيد عويطة و معه نوال المتوكل و اخرون، تاريخا بدون امجاد، شأنه شأن الاطلال التي يبكي عليها العرب اليوم في الاندلس.

 

أينم راحت الامجاد التي صنعها العداؤون المغاربة؟ و كيف امضحلت كرة القدم المغربية في بحر المستديرة على المستوى القاري و الدولي؟ سؤال لازال الملايين من الرياضيين يطرحونه على بعضهم البعض دون أن يجد احدهم جوابا له، لنصل الى حقيقة لابد من قولها و لو في قرة انفسنا، تتمثل في كون العالم يتقدم نحو غد رياضي افضل، و نحن نتسابق مع انفسنا الى الوراء.

 

الجمهور الكروي اليوم، لا يطالب بشيء بقدر ما يطالب بفوز للمنتخب الوطني، يعيد الفرحة و لو لساعات الى قلوب المغاربة، و يجعلنا أكثر تحمسا لتشجيع فريقنا الوطني، و انتظار مواعيد لقاءاته، كل المغاربة اليوم أمل، في ان يحدو المنتخب المغربي، حدو نظيره السينيغالي، الذي افحم يوم امس المنتخب التونسي بهذفين، و جعلنا نفتخر به، باعتباره بلدنا الثاني، و الدولة الاكثر قربا من المملكة.

زر الذهاب إلى الأعلى