منطلق الإصلاح

 

 

حسن لطفي

 

في دردشة مسائية من ليالي هذا الشهر الجليل مع ثلة من شلة الاحباب، حول شتى مناحي الحياة ، استوقفتي فكرة حول الاصلاح، اختلفنا حول وسائله رغم اتفاقنا المسبق حول المضمون .من هنا احاول ان اسوق بعض الافكار التي لطالما حيرتني وانا جاد في الخوض فيها…

 

الاصلاح كلمة شائكة في زمننا الكل يخوض فيها دون وعي بحيثياتها ، لا ادعي المعرفة هنا بقدر ما احاول ان اوضح ولو جزء بسيطا ،فان انطلقنا من ماضي هذه الكلمة فسنجد ان تاريخ البشرية مقرون بهذا المفهوم في كل الدساتير الشرعية او الوضعية ، بيدان الامر يختلف في عصرنا الراهن .

 

لنقارن بين الازمنة فسنلاحظ أن  الاصلاح في الايام الخوالي يختلف في ميكانيزماته وحتي في قادته.. بين الماضي والحاضر ، وانا احاول ان انقب عن هذا المصطلح اجد ان معظم  رؤوس الاصلاح قادة كل ما يمكن القول عنهم من العليين او من اعلى الهرم ،لنوضح الامر اكثر لطرد الالتباس، فحين اصطفى الله عز وجل اخيار البشر من رسل وانبياء فهمهم الوحيد هو الاصلاح ولا شيء غيره بشتى مجالاته كانت اموره دينية او دنيوية ولنا في الاية الكريمة خير سند ” ان اريد الا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله”.

 

و لنعد لحاضرنا ولن نبتعد كثيرا ولن نأخد في الاصلاحات التي همت اوربا في عصر النهضة… فواقعنا يحثم الخوض في مثل هذه الامور بكل جرأة واتزان. لنعد للنقاش الذي دار بين الشلة وهو بيت القصيد اختلفنا عن منطلق الاصلاح وكذا وسائله ، و عمن المسؤول الاول والاخير عن وضعنا الراهن اغيابه ام غيابنا؟اهم ام نحن؟.

 

لعل التأمل في اوضاعنا يضع علامات استفهام من اين المنطلق لهذا المفقود ومن المتحكم فيه ؟اعود واقول ان كنا فعلا جادين في مطلبنا فسننطلق من ذواتنا من اقاربنا من افعالنا من اعمالنا .. مِن مَن الى ان نصل الى المبتغى او المنبع.

 

لنأخد الامر ببساطة التغيير مطلب دون وعي نعم اريد ان ارى كل شيء جميل راتب مريح بيت انيق صديق صدوق شارع منير بلدة نامية وطنا حرا… ما السبيل هنا الاشكال هنا مربط الفرس فليس لكل هذا سوى عودة للذات مصالحتها ومصارحتها وسنكتشف ان الامر ينطلق مني ومنك ومن الاخر حتى نصل الى ما نصبوا اليه. حتى تغيروا ما بأنفسكم…

زر الذهاب إلى الأعلى