حمدي ولد الرشيد: هل هي بداية النهاية؟

المحرر العيون

 

من كان يتوقع بأن مناضلا من حزب العدالة و التنمية سيتمكن من الوصول الى قبة البرلمان بفضل اصوات المواطنين بمدينة العيون؟ هذه المدينة التي كانت حتى بداية الالفين قلعة محصنة يعتبرها حمدي ولد الرشيد موطئ قدم له و لأتباعه، يرشح فيها من يشاء و يعاقب من يشاء في جو يعود بالمتتبعين الى عهد الحجاج بن يوسف خلال فترة حكمه للعراق.

 

لا يختلف اثنان و لا تتناطح معزتان حول الحقبة التي كان فيها حمدي يسود و يحكم بالعيون، و كيف أن الرجل كان يحصد المقاعد و كأنه يشرب الماء من صنبور في مطبخ منزله، رغم اننا نعلم بأن ماء الصنبور لا يشربه الا المصوتون، الى أن جاءت الانتخابات الاخيرة، فأماطت اللثام عن تدهور الحزب الحكم و ضعفه، و جعلت النشطاء يتساءلون عما اذا كان الامر يتعلق ببداية النهاية؟

 

من يصدق بأن حمدي ولد الرشيد، قد استطاع أن يؤمن لابن شقيقه، رئاسة الجهة بمشقة الانفس؟ سيكون متأكدا من ان الرجل الذي استطاع أن يسحب البساط من تحت اقدام شباط، أصبح يعيش في منطقة الخطر في الانتخابات القادمة، و أن الساكنة التي أعطت أصواتها للضعيف، مرشح العدالة و التنمية، قد بدأت تعي جيدا بأن المال و الجاه و القبلية و النفوذ لا يمكن ان يساهموا في بناء مستقبل لابنائها، في مدينة تضخ فيها الدولة الملايير ولا يظهر منها سوى القليل.

 

ولد الرشيد قد أحس فعلا بالخطر، و بدأ يعي جيدا القواعد الجديدة للعبة الانتخابية، لهذا فقد لاحظ المتتبعون أن حزب الميزان قد غير من خطة اللعب في المنطقة، و بدأ يتقرب اكثر من الساكنة، بأوامر من الرجل الاول الذي تيقن بأن امبراطورية أولاد الرشيد، لا يمكن أن تستمر طالما أن فئات عريضة من المواطنين قد بدأت تعي حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها أثناء التصويت، و طالما أن موازين القوى قد تغيرت في ظل المصداقية التي استطاع حزب العدالة و التنمية و أن يكتسبها طيلة السنوات الفارطة.

 

ماذا لو تحالف الفرقاء السياسيين بالعيون، ضد ما بات يعرف بالتحكم، هذا السؤال لا يحتاج الى كثير من التفكير من اجل الاجابة عليه، خصوصا بالتدقيق في نتائج الانتخابات الفارطة، و الوقوف على التراجع الكبير لحزب الاستقلال فيها، و قد نجد اجابة عليه لو تحالف بعض الفرقاء فقط على حمدي ولد الرشيد الذي نعتقد كما يعتقد الكثيرون أن نهايته قد بدأت تلوح في أفق مدينة تعج بالفقراء رغم ما تزخر به من موارد.

زر الذهاب إلى الأعلى