ماذا لو تكلمت “أخوات الآخرة”؟

سالم باحنيني المحرر

 

و نحن نتابع قضية طارق رمضان، و كيف انتهى به الوضع خلف القضبان بسبب قضية لا تختلف كثيرا عن الاف القضايا التي تعرض على أنظار المحاكم، حيث يتابع المتهم فيها بالاعتداء الجنسي، نستحضر مواقف أخوات الآخرة من هذا الرجل، كيف أن مناضلات العدل و الاحسان عازبات و متزوجات، سبحن بحمده، و جعلن منه شيخا مبجلا لا يمكن مقارنته بباقي البشر.

 

و بينما يتابَع طارق رمضان في حالة اعتقال، من طرف القضاء الفرنسي، بالقانون الجنائي في شقه المتعلق بالاغتصاب، ابتلعت الاخوات في العدل و الاحسان ألسنتهن، و لم يعد للرجل مكان في قاموس المحاضرات التي تلقى على مسامع العدلاويات، و كأنه لم يمر في يوم من الايام، من جماعة العبادي، أو كأن الامر يتعلق بسحابة عابرة أسقطت الأمطار لمدة ثم رحلت بلا رجعة الى المجهول، و يا ليثها لم تمر على جماعة شعارها الفساد وعنوانها اصدار الشيكات بدون رصيد.

 

و بما أننا قد اكتشفنا بأن الشيخ الداعية، ينتمي الى زمرة الذئاب البشرية التي تغلب على سلوكاتها الغريزة الحيوانية، نتساءل عن المستجدات التي قد تطرؤ على مستوى جماعة العدل و الاحسان، إذا ما قررت أخوات الاخرة الكلام عن علاقاتهن بهذا الشخص، أو على الاقل كتابة مذكراتهن و إدراج مراحل اللقاء به بكل صراحة و دون أي زيادة أو نقصان؟؟ ماذا لو اعترفت الاخوات بتفاصيل اللقاءات التي جمعتهن مع الشيخ؟

 

طارق رمضان الذي اعتقد بأن جميع نساء العالم، يشبهن أخوات الآخرة، و الذي كان يظن بأن طريقته في الكلام بامكانها استقطاب النساء دون استثناء، يقبع في السجن، و ربما قد يكون نادما على ما اقترفته يداه، بينما تضرب أخوات الآخرة الاخماس في الاسداس بعدما تيقن من أن الغريزة الحيوانية لا تفرق بين من تضع حجابا على رأسها و من تصبغ شعرها بالاصفر كي تظهر أكثر جمالا.

 

و نتساءل هنا، و بما أن رمضان ظل حتى الامس القريب قدوة للأخوات، عما إذا قررن بدورهن تغيير توجهاتهن الجنسية، في اتجاه الانفتاح على غير المسلمين، و التعامل مع الراهب و اللاديني، سيرا على نهج الاستاذ الفاضل و القدوة الذي ظلت أخوات الاخرة تستدل بكلماته في كل محاضرة أو درس، كما نتساءل عن عدد العدلاويات اللاتي يضعن أيديهن على قلوبهن منذ اعتقال الفارس المغوار الذي علمهن الرماية و السباحة و ركوب الخيل.

 

على العموم، نتمنى بأن تتكلم أخوات الجنة بصدق، و أن تعترفن بالاشياء التي كانت تجعل منهن معجبات بطارق رمضان حتى الجنون، كما نتمنى من كل زوج عدلاوي كتبت زوجته اسم الشيخ على حائطها الفايسبوكي، مراجعة الامر بالحكمة و التبصر، و تغليب مصلحة الجماعة على الاسرة و الابناء، و حتى و إن كان الامر يستدعي التطليق، فطلقوا أخوات الجنة في صمت حتى يرضى عليكم محمد العبادي، و حتى تتمكنوا من صكوك الغفران التي تخول لكم اصدار شيكات بدون رصيد دون دخولكم لجهنم.

زر الذهاب إلى الأعلى