رسالة الى أخنوش: هنيئا لك رئاسة للحكومة

المحرر الرباط

 

“خيرا اللهم إجعله خيرا”، كنت نائما أحلم ليلة أمس، فإذا بي أرى السيد عزيز أخنوش رئيسا للحكومة، يجلس في اجتماع وزاري بالضبط على الكرسي الذي يجلس عليه اليوم سعد الدين العثماني، يسير الاجتماع بكل ثقة في النفس، و يعطي الكلمة لمن يشاء، ثم يوقف من يشاء عن الكلام.

 

عزيز أخنوش ظهر بشوشا، يقهقه كلما وقعت عيناه على أحد وزراء العدالة و التنمية، و كأنه يقول لهم لقد صدقت العرافة التي تنبأت لي برئاسة الحكومة، يحمل في ديه ورقة كُتب عليها “أغراس أغراس”، يلوح بها في اتجاه بنكيران الذي لم يكن على طاولة الاجتماع و اكتفى بالوقوف جانبا.

 

رأيت في المنام، حكومة أخنوش و هي تصادق على مشروع قانون يقضي بعلاج المواطنين الحاصلين على راميد، بالمصحات الخاصة، شريطة أن تكون تابعة لشركة ساهام، و الدولة ستتكلف بتعويضها فيما بعد، ولا عجب أن يكلف كل مواطن يلج مصحات مولاي حفيظ. خمسين ألف درهم، ف “الحبة و البارود من دار القايد”.

 

رأيت في المنام مناضلين استقلاليين و آخرين من الاصالة و المعاصرة، رحلوا الى حزب أخنوش، قبل أن يتم توزيعهم على الوزارات و الدواوين، بينما كان مصطفى بيتاس ينهرهم قائلا : “شدوا الصف أ شلاهبية”، و يسجل أسماءهم في ورقة بيضاء كل حسب التوصية التي جاء بها، و بين الفينة و الاخرى يتلقى اتصالا فيقطعه و ينادى أحد هؤلاء باسمه كي يتقدم نحوه فيسجل اسمه في الورقة.

 

لقد رأيت بنكيران يختلس النظر من نافذة صغيرة، يستمع للحديث الذي يدور بين اخنوش و رجل لم أتمكن من التعرف عليه، ثم يعود الى حزبه كي يخبِّر العثماني بالخطة، و كي يوجه الفرسان في الاتجاه المعاكس، و مصطفى الرميد يتوسل اليه كي يرافقه في حملة انتخابية في أدغال سيدي بنور، خوفا من أن تطرده الساكنة.

 

في المنام التقيت بعرّافة، أخبرتني بأن أخنوش لن يصبح أبدا رئيسا للحكومة طالما أن بنكيران على قيد الحياة، لقد أكدت لي أن الحمامة لن تجلس على بيضها التي أهدرت الملايير من أجل وضعه، و طلبت مني أن أخبر من يستعد لمساندة أخنوش، بأن يعود أدراجه حتى لا يخسر منصبه كما حدث مع وزير منتدب عاث في الارض فسادا فانتهى به الامر في مزبلة التاريخ.

 

العرافة التي مجدت بنكيران، قالت أن الشعب قد سئم أصحاب رؤوس الاموال، و أن أخنوش و مهما بلغ من الثراء فلن يتمكن من هزيمة بنكيران، و دعتني أن أكتب رسالة للحمامة تطالبها بالبقاء فوق الشجرة حتى لا يطالها رصاص الصياد، فاسقط أرضا كما سقط الجرار قبلها، و إن أصر أخنوش على مجابهة بنكيران، فهنيئا له رئاسة الحكومة على الاقل و هو يحلم بها قبل الاعلان عن النتائج.

زر الذهاب إلى الأعلى