“مول الطواجن” و رحلة العودة الى المخابرات

المحرر الرباط

 

تنويه: هذه القصة هي نسج من الخيال و أي تشابه في الاسماء أو المواقف فهو من محض الصدفة و لا يمث للواقع بصلة … يالاه!!

 

طل “مول الطواجن” على متتبعي صفحته الفايسبوكية، بتدوينة على شكل رسالة موجهة لرئيس المخابرات الخارجية، امتزج فيها الاستعطاف باللوم، و محاولة لحفظ ماء الوجه، بينما ظهر فيها الاسترزاق في أبهى حلله، و كُشف من خلالها النقاب على حقيقة أشباه المناضلين الذين لطالما استغلوا قضية الوطن الاولى من أجل مراكمة الثروات و جمع ما يمكن جمعه من الصناديق السوداء التي تغيب عنها المحاسبة و تبقى خارج اطار ربط المسؤولية بها.

 

صاحبنا، الذي يعلم الجميع و خصوصا ساكنة العيون، بأنه كان لاشيء، فتحول الى مالك لمشاريع و فيلا فاخرة و سيارة فارهم، حاول من خلال تدوينته أن يظهر كملاك يمشي فوق الارض و يزهد فيها، و نحن على علم بحقيقته التي لازالت معلقة في ذاكرتنا، عندما كان يكتري طابقا بأكمله لجريدة فاشلة ربما كان يقرؤها لوحده، و مع ذلك فقد كلفت الدولة الملايير، إن لم نقل أنها التهمت أموالا من شأنها أن تُعيد ابراهيم غالي الى أرض الوطن.

 

و حتى لا ننسى، لابد أن نذكر المتحدث الى الى المنصوري، بما اقترفته يداه، عندما تكلف بعلاج طالب صحراوي صدمته حافلة بأكادير، و كيف أنه استغل أموالا طائلة في عملية رخيصة و فاشلة بالخارجة، بدل أن تساهم في شفاء المعني بالامر زادت من معاناته، و كيف أنه تدخل للعميل الجزائري و سهل عملية دخوله الى ارض الوطن قبل أن ينقلب على المغرب بعد مغادرته، و أن ينشر تقارير سوداء اعتمد في تحريرها على زيارته للصحراء.

 

و بما أنه تحدث عن التدخلات التي غامر بحياته لأجلها، لابد أن نشير الى الفضيحة التي تفجرت في خضم اكديم ايزيك، و بالضبط عندما تم ضبطه و هو يرتدي ملحفة من طرف منظمي المخيم و تم تصويره هو يعترف بكلام خطير ضد الدولة، بعدما انهار حتى قبل أن يتلقى أول صفعة على وجهه، فراح يعترف بكل شيء لأعداء الوطن، و من هنا نتساءل عن المغامرة بالحياة في سبيل المملكة التي تحدث عنها الرجل في رسالته المهزلة.

 

صاحبنا الذي يشتكي اليوم من الديون، و يدعي بأن الاستخبارات هي السبب فيها، هو نفس الشخص الذي كان يدير جريدته الفاشلة بالملايين اسبوعيا، و هو من اجتمع بطاقمها ليخبرهم بأنه قد قرر منحهم إجازة جماعية، قبل أن يتفاجؤوا ببيعه للتجهيزات و انهائه لمساره المنتهي أصلا، و هاهو يحاول العودة الى الواجهة عبر نفس التجربة الفاشلة التي كانت سببا مباشرا في تخلي الاستخباراتيين عنه، بعدما تأكدوا من أنه مجرد نصاب يستغل قضايا الوطن من أجل الاغتناء.

 

و من خلال حديثه الى المنصوري، نلامس نبرة الرجل و كأنه يستعطف الاستخبارات و يؤكد لها ولاءه ومبايعته لها، خصوصا عندما يتحدث عن الذين قال أنهم كإخوته “لعنيكري، اضريس، العلوي…” و كأن حال لسانه يقول: “لقد أخلصت لكم، لم أتعامل مع غيركم، لماذا تخليتم عني”، و هو نفس الشخص الذي يعلم أكثر من غيره، أن المنصوري لو قرر محاسبته لما انتهى من عدّ الاموال التي التهمها قبل نهاية السنة الجارية، و لكان عقابه السجن حتى بعد الممات خصوصا و أن الامر يتعلق بنهب اموال قضية ملك و شعب و وطن.

 

رسالة صاحبنا تأتي أياما قليلة عقب نشره لشريط تحدث من خلاله عن معاناة رجال الامن، و خاض في موضوع تأكدنا منذ البداية من أنه غير بريء، و يأتي لغاية في نفس يعقوب، قبل أن يطل على متتبعيه برسالته المضحكة المبكية، التي لا نعلم على من كان يحاول الكذب من خلالها، و هل لرجل فطن له المواطن المنتمي للاغلبية الصامته أن يضحك على جهاز متكامل الاطراف، له اليات عمل تمكنه من معرفة النمل بإسمائه فبالاحرى نصاب انتهازي من طينته.

زر الذهاب إلى الأعلى