ولماذا الابقاء على بيع الخمار يا شيخنا “عادل عاطف”؟

المحرر الرباط

 

شكل خبر منع وزارة الداخلية لترويج النقاب و خياطته، جدلا واسعا في أوساط النشطاء، الذين انقسموا بين مؤيد لهذا القرار و بين معارض له، في وقت لم تخرج فيه وزارة الداخلية بأي تعقيب على هذا الموضوع، اللهم وثيقة قيل أن مسربها، تاجر توصل باخبار من باشا المدينة يخبره من خلاله بايقاف ترويج هذا الزي المستورد من المشرق، و الذي لم يظهر في بلادنا الا بعد ظهور حركة ىطالبان في أفغانستان.

 

عادل عاطف، الشيخ و الداعية، و أشياء أخرى يمكنكم التعرف عليها من خلال محرك البحث غوغل، كان أول الدعاة يعقب على هذا الموضوع، من خلال احدى المنابر الاعلامية، حيث فضل أن يوجه العديد من الاسئلة الى وزارة الداخلية، على شكل مقال، استفسر عبره عن حيثيات و تفاصيل منع النقاب في المغرب، قبل أن يختم كلامه بالدعوة بأن يحفظنا الله وبلدنا من الفتن ما ظهر منها وبطن.

 

و بما أن السيد أو الشيخ قد علق على موضوع منع النقاب بستة أسئلة موجهة الى وزارة الداخلية، فلابأس أن نعقب على مقاله بدورنا عبر ثلاثة أسئلة موازية، ربما قد تصله فيجيبنا عليها، كما أراد أن تجيبه الوزارة، رغم أن ذلك من اختصاصات البرلمان، الذي كان من المفروض على السيد عادل، اللجوء الى أحد المقربين منه في حزب العدالة و التنمية، و مطالبته باستدعاء وزير الداخلية لنفس الاسباب.

 

أولا: أبدأ بسؤال عريض عقلاني صرف و استفسر الشيخ الداعية، عما اذا كان النقاب الذي يدافع على ان يتغلغل في المجتمع، من تقاليدنا المغربية، أم أنها بدعة مستوردة من الشرق، تزامن استيرادها مع استيراد التطرف و الارهاب؟

 

ثانيا: لو أن احد المسيحيين فتح محلا لبيع الانجيل و الصليب و نقاب الراهبات، و سمحت له وزارة الداخلية بذلك، كيف ستكون ردة فعل الشيخ الداعية، الذي يدافع اليوم عن الحريات الفردية؟ ألا يتوقع بأن اخوانه سيقيمون الدنيا و لن يقعدوها لهذا السبب؟؟

 

ثالثا: ما هو الدور الذي يلعبه النقاب طالما أن نساء الاجيال التي سبقتنا كان لهن لباس معروف، يستر أجسادهن و وجوههن، و لماذا يتمسك العلماء الخاضعين لشيوخ المشرق بالنقاب دونا عن غيره من اللباس المحتشم؟؟

 

الفتن التي دعى شيخنا الله أن يحمينا منها، هي نفسها التي تبتدئ باقناع قاصر بارتداء الخمار، و عزلها عن محيطها بلباس أسود يغطي جسمها، ثم شحنها كي تتحول الى قنبلة موقوتة، مستعدة للانفجار في وجه أفراد أسرتها قبل غيرهم، في وقت قد يلبس الرجال تلك الفتنة، و يخرجون للشارع لغاية أو لأخرى، فتصبح التعبئة مضاعفة.

 

و ان كان الشيخ عادل، من بين الاشخاص الذين لطالما دعوا الى القطع مع التقليد الاعمى للغرب، و بما أنه يؤمن بالحريات كما اتضح من خلال مقاله، فلابد أن يتذكر بأن هناك ملايين المغاربة، يدعون بدورهم الى القطع مع التقليد الاعمى للمشرق، و التمسك بالعادات و التقاليد المغربية القحة، في وقت يعلم فيه الشيخ أكثر من غيره، ان النقاب و مشتقاته ليسوا سوى ازياء دخيلة على المجتمع.

زر الذهاب إلى الأعلى