رسالة الى اخواننا المغاربة: لماذا الاستغراب من فاتورة ولد الرشيد

المحرر الرباط

 

أكثر ما يثير الضحك في أوساط مغاربة الفايسبوك، هو تداولهم لمواضيع باستغراب، حول شخصيات معروفة بالريع، بل ترعرعت و شبت في الريع، حيث يتداول عدد منهم منذ ساعات، صورة لفاتورة الماء الصالح لشرب، لفيلا خليهن ولد الرشيد، تتضمن مقابلا هزيلا لم يتجاوز العشرة دراهم، و كأننا امام حدث جلل، يتم اكتشافه لاول مرة بالنسبة لهذا الرجل الذي يعتبر من اغنى اغنياء المملكة.

 

قبل الخوض في موضوع فاتورة الماء، نتذكر معا، العرس التاريخي الذي أقامه ولد الرشيد لابنه بمراكش، و الملايين التي تم هدرها على ليلة بيضاء حضرها أغنياء المغرب و سياسييه، ثم نطرح السؤال حول مصدر ثروة هذا الرجل، و من اين استطاع ان يحصل كل هذا المال، في وقت يعلم فيه الجميع، أن الاسبان خرجوا من الصحراء و تركوها ارضا خلاء بعدما فقروا جميع سكانها و نهبوا ثرواتهم.

 

ندعوكم أيها الاخوة، و قبل تداول فاتورة ماء قد يعقب عليها ولد الرشيد باستغلاله لبئر في قصره، الى تداول ميزانية الكوركاس الذي يترأسه هذا الرجل، و كم تكلف هذه المؤسسة خزينة الدولة، في وقت يعلم الصحراويون قبل غيرهم، انها منشأة بدون روح، فشلت في تحقيق نتائج ايجابية، و تحولت الى عالة على الدولة يتكبد خسائرها المغاربة من طنجة الى لكويرة، بينما تؤكد العديد من المصادر أن ميزانيتها تفوق ميزانية وزارة الشباب و الرياضة.

 

تداولوا ايها الاعزاء، موضوع عائلة ولد الرشيد برمتها، و اطرحوا الاسئلة على بعضكم البعض، منذ متى تحول افرادها الى اشخاص نافذين، يتحكمون في دواليب الادارات بالعيون، و يشغلون العشرات من المناصب داخل بلدية عروسة الصحراء دون أن يلتحقوا بعملهم، و كيف تحول حمدي ولد الرشيد من موظف تابع لوزارة الداخلية الى ثري له اتباع بالاف يستعملهم في أشياء يعرفها الصغير قبل الكبير.

 

فاتورة ماء بقيمة هزيلة، ليست سوى الشجرة التي تخفي وراءها غابة من الريع الاقتصادي و السياسي، ربما لو اماط أحد اعلاميينا اللثام عنها، لوقف على الاسباب الحقيقية التي تجعل المواطنين في الصحراء يعيشون تحت عتبة الفقر، بينما تقام الاعراس الفاخرة بمدينة مراكش من اموالهم، و ربما لو فتح المسؤولون تحقيقا على ضوئها، لوقفوا على الاسباب الحقيقية التي تجعل ظاهرة الانفصال تتفاقم في الصحراء بسبب الفقر المدقع الذي قدمه الانتهازيون لخصوم وحدتنا الترابية على طابق من ذهب. 

زر الذهاب إلى الأعلى