انسحاب البوليساريو من الكركارات، ماذا بعد ؟

المحرر

قررت البوليساريو بضغط روسي على الجزائر انهاء كل مظاهر العسكرة التي فرضتها منذ حوالي شهر بالكركارات. و كانت قضية الكركرات على وشك الانفجار عندما تطورت آنذاك الى استفزاز التجار و سائقي الشاحنات خاصة مع الانسحاب المغربي من هناك. مما حول مشكلة الجبهة و من معها، إلى مشكلة دبلوماسية بينها و بين الامم المتحدة. و هو ما تجلى في تقرير الأمين العام للامم المتحدة و في مسودة قرار مجلس الامن حول الصحراء.

و رغم كل محاولات حلفاء الجزائر و ليس البوليساريو، في تليين القرار و الضغط لتخفيف حدته، الا انها وجدت نفسها مجبرة باقتناع أغلبية دول مجلس الامن بكون استمرار التواجد العسكري للجبهة فيه مس بهيبة الامم المتحدة و تحدي من قبل البوليساريو لقراراتها. و هو ما حول مسار الضغط ليتجه نحو الجزائر حتى يتم سحب مليشيات الجبهة؛ مما دفع الى تأجيل التصويت على القرار الأممي لليوم على الساعة الخامسة مساء؛ بدل يوم أمس، بعد أن تقدمت البوليساريو بطلب في الموضوع لمجلس الامن عن طريق ناميبيا.

و يطرح الانسحاب إشكالا كبيرا لقيادة البوليساريو و للجزائر معا.

إشكال لعسكر الجزائر: فالجزائر تعيش على وقع انتخابات داخلية يهدف من خلالها النظام الى استمرار بسط سيطرته و همينته على مؤسسات الدولة؛ بالتالي كانت الخطة تقتضي بأن يتأزم الوضع مع المغرب و يتحقق الانتصار الكبير عليه لتسويقه و كأنه انتصار سياسي على المغرب يستثمر داخليا في الصراع بين المربع المحيط بقصر مرداية؛ و هو ما تم نسفه في تقرير الامين العام للامم المتحدة و في مسودة القرار رغم التدخل الروسي و الارغواني.

أما بالنسبة للبوليساريو: القيادة الحالية منذ توليها زمام الأمور و هي تقدم نفسها “للشعب الصحراويي” بأنها قيادة “ثورية” جاءت “لتحرير الأرض”؛ و أنها “غير مهادنة “اتجاه ” العدو” على عكس محمد عبد العزيز؛ و هو ما ظلت تروج له طيلة المدة السابقة و طيلة تواجد مليشياتها بالمنطقة خاصة عند رفضها للانسحاب و الاستجابة لنداء الامين العام للامم المتحدة. و استطاعت القيادة الحالية فعلا تنويم بعض الساكنة الصحراوية بالمخيمات و الترويج لها بالدعاية الكاذبة، الى حدود أمس عندما اشتد الخناق عليها و علمها بكون هناك قرار جاهز لادانتها أمميا.

اليوم و نحن نتابع هذا الإنسحاب قبيل استصدار قرار أممي حول الصحراء، المنتظر صدوره اليوم مساء، كيف يمكن التعامل مع هذا الانسحاب؟ بل و ماذا بعده؟
أكيد أن جزء كبير من الدعاية داخل المخيمات ستنهار و سينكشف زيف قيادة الجبهة و شعاراتها التي تهدف فقط لبيع الوهم لساكنة المخيمات. كما سينهار معها مبرر استمرار تواجد السكان و الاهالي بالمخيمات؛ هنا يأتي دورنا نحن في الاستعداد لشيئين:

أولا الاستعداد لاستقبال العائدين الذين سيتأكد لهم أن هذه القيادة هي قيادة كاذبة. و أنها تخدم اجندة عسكر الجزائر قبل أن تخدم مصالحهم. و هو الاستقبال الذي يجب أن يتم بشكل يحفظ كرامتهم.

ثانيا: الاستعداد لتعبئة حقوقية لانه مباشرة بعد هذه الهزيمة و تعالي الاصوات المنتقدة للجبهة؛ سيشتد معها القمع و الاختطاف و الاختفاءات القسرية بالمخيمات هنا تأتي مسؤوليتنا في حماية النشطاء و المعارضين و المواطنين بالمخيمات.

بقلم نوفل بوعمري

زر الذهاب إلى الأعلى