الملك محمد السادس مارس واجبه الوطني من خلال اعفاء بنكيران من مهمة تشكيل الحكومة

المحرر الرباط

 

لا يمكن لاحد أن يتصور أن في العالم ملك دولة بامكانه أن يمنح رئيس الحكومة المكلف مهلة خمسة اشهر من اجل تشكيل الحكومة، كما فعل الملك محمد السادس، الذي أبان عن روح وطنية عالية، و عن كعب عالي في الرزانة و الصبر، من خلال المهلة التي منحها لعبد الاله بنكيران، من اجل تشكيل حكومة قد تعيد الروح الى المؤسسات، و يستعيد من خلالها البرلمان نشاطاته الاعتيادية.

 

و ان كان الملك محمد السادس، قد قرر اليوم اعفاء الامين العام لحزب العدالة و التنمية من مهمة تشكيل الحكومة، فانه لم يمارس سوى اختصاصاته التي يخولها له الدستور، في اطار مكانته على راسه المملكة، و بصفته الضامن الاول و الاخير لأمن و استقرار الوطن، الذي لا يمكن ان يتحقق الا باستكمال هياكل المؤسسات، و تعيين حكومة قادرة على مناقشة القوانين و اخراجها الى الوجود.

 

عبد الاله بنكيران، الذي ظل يتغنى بثقة الشعب التي يعتقد أنه قد ظفر بها، رغم أن نسبة المصوتين عليه لم تتجاوز العشرة في المائة من مجموع الشعب المغربي، يقف اليوم عاجزا عن تشكيل الحكومة، و ذلك بعدما حالت شخصيته المعروفة، دون الخروج بحلول ناجعة مع باقي الفرقاء السياسيين، و هو ما جعل الملك محمد السادس مرغما على التدخل من أجل اعادة القطار الى سكته، و وضع المشاورات في اتجاه جديد لا يخرج على منطق الحزب الاول، بغية الخروج بحلول.

 

و عندما يتحدث الديوان الملكي من خلال بلاغه على الجولة الملكية الناجحة التي شملت خمس دول افريقية، فانه يعلن بشكل أو باخر عن حياده اتجاه المشاورات التي قادها بنكيران، و يؤكد على أن المحيط الملكي الذي لم يتردد اخوان بنكيران في اتهامه بالانحياز لأكثر من جهة سياسية، لا دخل له فيما حدث، و أن بنكيران هو المسؤول الوحيد على فشل ولادة حكومة يقودها هذا الرجل رفقة أحزاب الاغلبية، بل و يجسد تهاون رئيس الحكومة المعفي، في تحقيق الاهذاف المنوطة به طيلة الخمسة اشهر السابقة.

 

اضافة الى كل هذا، فان قرار الملك القاضي بتعيين شخص اخر من حزب العدالة و التنمية، يعكس حسن النية، و الحكمة التي يتمتع بها جلالته، في التعامل مع مختلف أطياف شعبه، و يضرب في الصميم ما يتم تداوله من طرف المئات من مناضلي حزب المصباح، بخصوص ما سبق ذكره، بل و يؤكد على أن جلالة الملك، يأخد نفس المسافة من جميع الاحزاب السياسية.

 

من جهة أخرى، يرى عدد من المتتبعين، أن الملك محمد السادس، استطاع أن يحقق انجازات عظيمة طيلة المدة التي قضاها و هو يتجول على عدد من الدول الافريقية الشقيقة، بل و أنه تمكن من استعادة مقعد المملكة في الاتحاد الافريقي، بينما لم يتمكن بنكيران حتى من الحفاظ على منصبه كرئيس للحكومة، بسبب ديكتاتوريته التي يرى الكثيرون أنها سببا رئيسيا فيما يقع له اليوم.

 

المغاربة اليوم، يتابعون كل من موقعه، حقبة جديدة في حياتهم السياسية، و يلاحظون كيف أن الملك يمارس اختصاصاته الدستورية بكل تفاني و اخلاص، بغية الحفاظ على استقرار الوطن، و هو ما قد يدفع الكثيرين اليوم الى تثمين الخطوة الملكية، خصوصا و أن ملايين النشطاء المغاربة، يطالبون بحكومة تدبر شؤونهم، و تقود العجلة التنموية نحو الامام، جنبا الى جنب مع جلالة الملك محمد السادس.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى